مَن يقول لأمّي
أن الوقتَ صارَ خيمةً في العراء
وتفرّقت حماماتُ القلبِ في حقول العمر
أن بيتي الذي بنيتُهُ في عينيها
صارَ بعيداً كحكايةٍ لا تُصدَّقُ
مَنْ؟
مَن يقول لأمّي
تلك الساكنة جوار البحر
أن الطفلَ هنا ما زالَ يحنُّ
إلى اكتشافِ أوّل النهرِ في ضحكتِها
إلى تذوّق حليب الطمأنينةِ في صوتِها
إلى وجهها المطمئن ساعةَ صلاةِ الفجرِ
مَنْ؟
مَن يقولُ لأُمي
أنني جرّبتُ أوطاناً سواها
وأنني كلما أحببتُ وطناً
أنشبَ أظافرَه في قلبي
من يقول لأمي
بكم كرمِ عنبٍ مررتُ
وكم شجرةً غرستُ
وأية غابات قطعتُ
وأن كلّ هذه الأشجار
لا تعادلُ قوّارةً فيها ريحانة
زرَعَتها ذات صباحٍ
وما زالت الوحيدة التي تزهر في قلبي
بعد أن جف كل شيء
من؟
|